زوجة تنجح في إستعادة زوجها مرة أخرى بعد أكتشافها الخيانة الزوجية
اذكر جيداً عندما حجزت استشارتها الأولى معي ، وكانت استشارة مستعجلة فلم تكن صاحبة الاستشارة تحتمل أن تنتظر دورها ، فقامت بحجز استشارة مستعجلة وعندما بدأنا الاستشارة كانت تتكلم بصوت متشنج ومخنوق ، تبكي وهي شبه منهارة لدرجة اني لم استطع فهم ما تقوله من شدة بكائها ، وبنفس الوقت الذي كانت تتكلم معي قامت بإرسال رسائل مصورة لي عبر الواتساب ، و كانت تلك الرسائل المصورة عبارة عن محادثات بين زوجها وبين عشيقته ، وكانت مجمل الرسائل كلام غزل وحب وشوق ، و كانت تدل على إقامتهما علاقة حميمية كاملة ،وكان الزوج يتغزل بتلك الليلة التي لن ينساها طيلة حياته .
المستشيرة بحالة صدمة وذهول وخوف ولم تكن تعرف ماذا تفعل بعد أن اكتشفت هذه الطامة الكبرى بحياتها وماذا تفعل؟ بعد أن اكتشفت هذه الرسائل التي زلزلت أمانها العاطفي والأسري والثقة التي بينها وبين زوجها ، ولم تعد تعرف كيف تتصرف ، هل تأخذ هذه الرسائل وتواجهه بها ؟ أم تطلب الطلاق وتخرب على نفسها وبيتها ؟ فهي تمتلك من هذا الرجل ثلاث أطفال ومازلت شابة ، أما عشيقة زوجها فهي زميلته في العمل وهي امرأة متزوجة وتعيش في حالة مادية ميسورة فزوجها ميسور الحال جداً ولديها طفل صغير ولكنها تحب العمل لكي تخرج من البيت وتستمتع بيومها وترّوح عن نفسها وتتزين وتنزل إلى مكان العمل فقد كانت تعشق الحالة التي تعيشها وهي ملاحقة الرجال لها ، فهذا معجب والآخر يتغزل وذلك يلاطفها وذاك يكلمها ومن بين هؤلاء الرجال كان زوج المُستشيرة .
كيف ترى الزوجة نفسها أولاً؟
فبعد أن انتهت المُستشيرة من البكاء وقد سمحتُ لها بتفريغ مشاعرها بالبكاء ريثما انتهيتُ من قراءة الرسائل المصورة التي كانت قد أرسلتها لي وقلت لها ابكي وافرغي كل الطاقة التي لديكِ بالبكاء ولم امنعها من البكاء ابدا، فقد كانت بحالة من الخذلان وبحالة من الحزن التي يحب أن تفرغها ، وبعد أن انتهت من البكاء بدأت تسالني : لماذا؟ لماذا خانني ؟ انا لم أقصر معه بشئ ابداً ، أنا ايضاً أعمل خارج البيت وأضع مرتبي كاملاً في البيت وأساعده في المصروف وأربي الأولاد وأعمل كذا وكذا……. أنا لم أقصر معه بشئ عندما يريد العلاقة الحميمية أكون جاهزة ، وعندما يأتي من عمله أكون قد اتيت من عملي وحضرت الغداء ونظفت البيت وفعلت كل ما يمكن فعله و و و ……لماذا قام بعلاقة مع أخرى وأنا موجودة؟ وتبكي وتقول لا أتخيل أنه يقول لها نفس الكلام الذي يقوله لي ….طالما أنه يحبها لماذا لا يزال موجود معي ؟ كيف استطاع أن يفعل بي هذا ؟؟ وبدأت بسرد هذه الأسئلة الشهيرة التي دائماٍ ما تطرحها النساء عندما يكتشفن خيانة أزواجهن. بعد أن انتهت من سرد هذه الأسئلة مع البكاء والحزن والتشنج والحالة النفسية التي هي بها توقفت قليلاً وسكتت وبدأتُ بطرح بعض الأسئلة عليها مثل منذ كم عام وأنتِ متزوجة ؟ هل سبق واكتشفتي خيانة زوجك لكِ ؟ هل سبق وحدث شئ آخر ؟ كم عمرك وكم عمره ؟ وبعض الأسئلة الخاصة بالاستشارة وكان لابد من تصحيح بعض المفاهيم لديها فأول فكرة خاطئة تخطر في رأس كل امرأة عن نفسها، أنها هي السبب في خيانة زوجها وقد أخبرتها بهذا الكلام وقلت لها ” انظري الى الطرح الذي طرحتيه…… هل انا مقصرة ؟ هل هي أجمل مني ؟ هل عندما زاد وزني في الفترة الأخيرة قام بخيانتي؟ هل هي ذات مستوى عالي من الجمال والعلم وانا لا ؟ هل تمتلك خصالاً انا لا امتلكها؟ فهنا تبدأ المرأة بلوم نفسها وجلدها وجلب المزيد من الألم والحرقة لنفسها
مالذي دفع الزوج للقيام بهذا الفعل ؟
عزيزتي اولاً : إن كان زوجك خانك فقد خان الله سبحانه وتعالى قبل أن يخونك ، فيجب في البداية فصل الفعل أو السلوك الذي قام به عنك أنتِ ……فأنتِ لا علاقة لكِ ولا دخل لكِ فيما حدث ، الخائن سوف يخون ولو كانت زوجته ملكة جمال الكون ، الخائن سوف يخون ولو كانت زوجته مُضحية وتعطيه كامل ما يريد ولا تقصر معه بشئ ، الخائن سيخون لانه خائن ولأنه شاء أن يقوم بهذا الذنب ونحن لا نتدخل بنواياه ولا نعرف ما هو الظرف الذي اغواه وجعله يقوم بهذا التصرف . فالخيانة هي خيانة العهد الذي بينك وبينه وبين الله ، فالله سبحانه وتعالى رزقه زواجاً بالحلال لكنه ذهب وقام بعلاقة محرمة فلم يتقي الله في نفسه ولم يتقي الله في عرضه ولم يتقي الله في كل ما يملك ، فلا تربطي خيانته لكِ بتقصير منكِ أو بشخصك أو بذاتك فاريحي نفسك من هذا اللوم وجلد الذات وتأنيب الضمير. ثانيا : لماذا فعل ذلك ؟ نحن لا ندري لماذا فعل ذلك فنحن لا ندخل بنواياه ولا ندخل بحالته في ذلك الوقت …ربما أغواه الشيطان أو هي من قامت بإغوائه ، أو أن هناك شرخ في العلاقة بينك وبينه جعله يلجأ لعلاقة أخرى . هل عندما تحملتي مسؤوليات من مسؤولياته زال العبء من عليه وزاد العبء عليكِ فلم يعد يشعر بطاقته الذكورية معك بشكل كبير فذهب لكيي يشعر بها مع أخرى تهتم بنفسها وتهتم بأنوثتها ولا تقوم بجلب طلبات بيتها وتحب نفسها فأحبها ……أمّا أنتِ فضربتي بنفسك عرض الحائط عندما جعلتي بيتك وعملك وأولادك وزوجك وكل ما هو بحياتك أغلى من نفسك فرحمةً بنفسك ورأفةً بها فنحن لا يهمنا أن نسأل لماذا فعل ذلك ؟؟ فقد فعل ذلك وأنتهى الأمر.
هل مواجهة الزوج بفعل الخيانة قرار صائب ؟
فسألتني: أريد الطلاق منه ، أنا لا أريد أن ابقى معه بعد الآن ، فأجبتها: أنه من الصعب جدا أن نأخذ أي قرار ناتج عن حالة الغضب والعصبية ، ولا يجب أن نأخذ قرارات مصيرية ونحن متوترين وفي حالة غضب ، وحالة حزن شديدة ولسنا في الحالة الطبيعية، انتظري حتي تهدأي وتفرغي كل مشاعرك السلبية كاملة وترتاحي ، ثم تأخذي القرار عن وعي . قالت لي : أنا أريد أن أواجهه واسأله لماذا فعلت ذلك ؟ قلت لها : انتبهي أن تواجيهه أو تسأليه قبل أن تكوني قد حسمتي قرارك فيجب أن نهدأ ونرجع لحالة الوعي الطبيعية ونتقبل هذا السلوك الذي قام به وأنكِ لستِ مقصرة أو انكِ السبب في هذا الفعل ……إنما وجود رجل خائن في حياتك فهو يحمل رسالة لكِ أنتِ، فيجب أن تسألي نفسك لماذا ظهر هذا الخائن في حياتي ؟ يجب أن يكون هناك مراجعة بيني وبين نفسي …..ماذا قصرت بحق نفسي لكي استحق وجود رجل خائن وبعد أن تهدأي ستعرفي كيف تأخذي القرار المناسب وتقرري إن كنتِ ستواجهي أم لا.
ما الحل الصحيح للخيانة الزوجية ؟
اذا كنتِ تريدين الطلاق فهذا حقك ولا أحد يقدر أن يمنعك منه ، ولكن تكونين عندها فعلاً تريدين الطلاق بسبب الخيانة وأنكِ لم تعد تقدرين على البقاء معه وليس من أجل الذهب الى بيت أهلى من أجل أن أفضحه وكل الناس تعرف بهذا الطلاق وسبب الطلاق وماذا فعل زوجي . ثم بعد الطلاق أرى نفسي لا استطيع العيش بدون أولادي أو أن اولادي لا يستطيعون العيش بدون والدهم أو لأي سبب كان ثم تريدين الرجوع الى زوجك ، فهنا سوف تتحول الخيانه من خيانة خفية وزوجك خائف من أن يُفضح أمره أمامك فتخسرين عنصر الخوف ويرى زوجك اقصى ردة فعل ممكن أن تقومي بها فلن يخاف أن يخونك مرة أخرى ، وسوف يقول أنا هكذا ولن اتغير فلتقبليني كما انا ،لأنه عرف أقصى ما يمكنك فعله. اذا كنتِ حقاً تريدين الطلاق ورتبتي أمورك وتستطيعين العيش على هذا الأساس ، إذا فلتفعلي ذلك ولكن إذا كنتِ غير جاهزة وأولادك غير جاهزين نفسياً لقرار الإنفصال وأن الطلاق خسارة ، فالخسارة هنا أن تواجهيه فلا تأخذي قرار متسرع بالطلاق والمواجهة إلا بعد دراسة الأمر جيدا من كل الزوايا ، فكل ما عليكِ فعله يا عزيزتي أن لا تواجهي وأن تراقبي الوضع وتبدأي اللعب من بعيد. فتعملي على عنصر الخوف فهو الآن في علاقة سرية وخائف جداً أن تكتشفيه وتعرفي بخيانته وأنتِ لديكِ ابنتين ، وزوجك من عائلة شرقية ويخاف جداً على سمعته وسمعة بناته. فنبدأ نلعب على إيقاظ ضميره ونعمل على تأنيب الضمير لديه ، ونعمل على حب نفسك لنفسك لكيي ينجذب اليكِ وتعود العلاقة إلى طبيعتها….. اولا ألبسي وتأنقي واذهبي إلى مكتب عمله على أساس أنك في عمل ما قريب ومررتي إليه وأريها أنه يحبك وأنه زوجك وأنكِ زوجته في العلن والنور وهي عشيقته في الظلام فهم خائفون منكِ وخائفون من ردة فعلك
ماذا تفعل الزوجة بعد اكتشافها للخيانة الزوجية ؟
ثانيا : ذكريه ببناته وأسردي له قصة عن صديقتك التي طلبت الطلاق وذهبت الى بيت أهلها عندما اكتشفت خيانة زوجها وأطفالها يبكون كل يوم ويريدون أمهم وهي لا تريد أن ترجع له ابداً ، وأ مدحيه وأمدحي حسن سلوكه ومخافته من الله سبحانه وتعالى وخوفه على بناته وتقولي له : الحمد لله انك موجود بحياتي وأنك انسان تخاف الله وتخاف أن تفعل مثل ذلك الفعل المشين وأني إذا اكتشفت في يوم من الايام انك تخونني فلن ابقى معك يوماً واحداً وسأترك لك الأولاد وأذهب وأعيش حياتي وأفكر بالزواج من شخص آخر يقدرني ، فأنا مازلت شابة في مقتبل العمر وجميلة ولا أحتاج الى أن أعيش مع شخص لا اثق به فهنا قد تكوني لعبتي على عنصر الخوف وعلى عنصر تأنيب الضمير والعنصر الشرقي لديه الذي يخاف على مظهره أمام الناس ، وأيضا تعملي على حب نفسك والاهتمام بذاتك .واعطيتها الكثير من النصائح عن العلاقة الخاصة وطبعا قد ضممتها الى كورس كاتلوج السعادة الزوجية الذي يحتوي على الكثير والكثير من النصائح الذهبية عن العلاقة الزوجية السعيدة والاهتمام بالذات والعناية بالنفس فقد ساعد الكثير من الزوجات في استعادة الحب والدفء الى حياتهن الزوجية وقد طبقت نصائحي لها بعد الاستشارة وبعد أن هدئت وطبقت النصائح الموجودة في كورس كاتلوج السعادة الزوجية ورجعت لي بعد فترة من الزمن تشكرني كثيرا فقالت : الحمد لله انني استمعت إلى كلامك ولم أطلب الطلاق فقد عملت على استعادة زوجي الى أحضاني مرة أخرى وعملت على حب نفسي لنفسي وبالفعل بدأ زوجي يتهرب من الفتاة الأخرى شيئا فشيئا ولا يريد أن يكلمها وعادت لي حياتي بعد أن كدت أفقدها فشكرا لكِ استاذة مريم انا استعدت زوجي وحياتي وسعادتي مرة أخرى.