السعادة في الرضا بقضاء الله
الكثير منا يبحث عن السعادة ولا نعرف أين نجدها ، فالسعادة هي حلم ومبتغى لكل انسان ، وكثير من الناس يقضي عمره ولا يعرف معنى السعادة الحقيقية ، هل السعادة في كثرة المال ، أم السعادة في كثرة الأولاد ، أم السعادة في الأستمتاع بكل ملذات الحـياة ، لاشك أن الأموال والأولاد هما من الرزق و النعم العظيمة التي أنعم الله بها على الانسان فقد قال تعالى ” الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46) الكهف” كيف يمكننا صنع السعادة ، وكيف يمكننا توصيل السعادة لأطفالنا وبناء بيت سعيد وأسرة سعيدة وحياة جميلة كلها إيجابية وحب ، في هذا المقال سوف نعرف ما هو مفتاح السعادة الحقيقية .
السعادة هي التقاء النشوة والرضا بقضاء الله وقدره
حتي تكوني أم سعيدة وزوجة سعيدة وفتاة سعيدة يجب أن تكوني أولاً :
• أنثى سعيدة راضية بنفسك .
• راضية بقضاء الله وقدره .
• راضية بيومك .
• راضية بشكلك .
• راضية بجسدك .
أول قاعدة لسعادة الإنسان في هذه الدنيا هي الرضا ، كوني راضية بواقعك وأعرفي أنكِ أين ما تكونين على هذه الأرض ، بأي مكان وبأي بلد وبأي بيت ، فهذا هو المكان الذي وضعك رب العالمين فيه ، ولن يضعك رب العالمين في هذا المكان الإ اذا كنتِ تستحقين هذا المكان ، وأنتِ فعلا تستطيعي أن تكوني في هذا المكان . اذا كنتِ أم لطفل واحد أو أم لعشرة أطفال ، اذا كنتِ امرأة متزوجة أو لم تتزوجي بعد ،أي مكان رب العالمين اختاره لكِ ووضعك فيه ، ويجب عليكِ الرضا بالقضاء والقدر فمن يـرضى سوف يرضى الله عنـه ، لأن الله لن يكلفك فوق طاقتك أبداً ، يقول تعالى
{لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا..}
سورة البقرة | آيه رقم 286
دائماً أجعل هذه الآية نصب عينيك كلما ضعفت أو يأست ، وكلما شعرت أنك غير قادر على الأستمرار في الحياة وسط المسؤليات والتحديات المختلفة التي تواجهها في كل يوم .
المؤمنين الراضين بقضاء الله وقدره
يجب أن تعرف أن رب الكون لن يكلف المرء فوق طاقته ولن يضعك في مكان أنتَ لست صالح له ولا تستطيع أن تتعايش معه ، بل قلب المؤمن يشعر بالرضا والسعادة ومطمئن دائماً أن الله وضعه بالمكان الصحيح تماماً ، عندما تفكر بأنكَ في المكان الصحيح سوف ترضى بهذا المكان ، وأن الرضى مهم للراحة النفسية والجسدية ومن أجل حياة سعيدة خالية من السلبيات ، فالرضا من اجمل و أعظم الأمور التي تزيد الانسان سعادة وراحة ، الرضا بكل شئ حولك ارضى بنفسك بشكلك بجسدك بعملك بزوجك أو زوجتك بأطفالك وبكل ما هو حولك عليك الرضا عنه وسترى كل شئ من حولك جميل وجنة ، و فكر بما هو موجود لديك من نعم ولا تفكر بما ليس لديك ولا تنظر الى مظاهر خادعة ولاتنظر الى ماليس لديك .
الرضا بقضاء الله وقدره
والرضا بقضاء الله ركن من أركان الإيمان ، كما قال النبي صل الله عليه وسلم ، ومن أهم أسباب الراحة والسعادة والسلام النفسي والعيش بقلب مطمئن ، قد يكون لديك أطفال مستواهم ضعيف مثلا لا تفكر ولاتبحث عن السبب أو أنه لماذا أطفالي مستواهم ضعيف وتسخط على قدرك وتنسى نعمة الله عليك ، يجب عليك الصبر والرضا بالقضاء والقدر ، ربما عندما يكبر أطفالك يكونوا أكثر ذكاء وأكثر خدمة للمجتمع وأكثر نفعاً للناس من الأطفال أصحاب المستوى المتقدم ، فلا تقارن أطفالك بأحد ولا تقارن زوجتك أو زوجك بأحد ، لكن ارضى بالواقع حتي تكون إنسان سعيد ، ومهما يكن لديك من هموم ومشاغل ، لا تنسى أن تحمد الخالق عز وجل فهو سر من أسرار السلام الداخلي ، استيقظ كل يوم صباحاً وفكر جيدا بما هو عندك ولا تفكر أبداً بما ليس عندك ، ومن الجميل أن يكون لدينا طموح ومن الجميل أن نحّسن من حياتنا ، وجميل أن نحلم بحياة أفضل ، لكن لا تجعل هذا الحلم يدمر واقعك وتصبح انسان مُدمر لا ترضى بواقعك .
علاقة السعادة بالرضا
اشعر بالامتنان دائمًا في اليوم الذي تعيش فيه ، ويالها من كلمة عظيمة أن تكـون ممتن لله سبحانه وتعالى على كل شئ ، امتن على أبسط الأشياء وأعظمها امتن لنعمة الصـحة الموجودة لديك ، والتي يتمناها الكثير من المرضى فالصحة تاج على رؤوس الأصحاء ، جرب أن تغلق عينيك وتتخيل أنك مريض لا سمح الله بمرض خبيث ، أو تخيل أنك قعيد ولا تقدر على المشي أو الحركة كم سيكون الشعور مؤلم ، وربما تصاب بالحزن أو الجزع
” أسأل العظيم رب العرش العظيم أن يشفي كل مريض “
فقل الحمد لله على نعمة الصحة لأنها الأعظم في حياتنا ، امتن لله على نعمة الأولاد ، امتن لله على نعمة البلد والوطن وخاصة في هذه الأيام التي كثُرة فيها قلة الأمان والحروب في كل مكان ، الرضا بالموجود عندك والأمتنان له ، والكثير من النعم التي نعيشها كل يوم لذلك تمرين الامتنان من المهم جدا كل يوم صباحا حتى نشعر بنعم الخالق علينا .
زيادة مستوي السعادة
درس مسجل عن زيادة مستوي السعادة من سلسلة همسات مريم
الرضا بما قسمه الله
ففي الرضا بقضاء الله وما قسمه راحة للبال وسعادة لا توصف ورفع منزلة المسلم عند ربه وزيادة في إيمانه وبالتالي زيادة الدرجات في الدنيا والآخرة والثقة في تدبيره سيشعرك بالسعادة الدائمة فأبدأ بإسعاد نفسك أحب نفسك ودللها وراعيها ، إذا لم تحب نفسك أولاً فلن يحبك أحد ولن تقدر على حب أحد ، وهذ الأمر ليس أنانية أبداً ، بل هو بداية العطاء وبداية السخاء وبداية السعادة وبداية خير كثير للإنسان ، اجعل في يومك لو ساعة واحدة لنفسك فقط تفعل فيها ما تحب لو كان حتى شرب فنجان من القهوة في هدوء واسترخاء ، خذ لنفسك ساعة ترتاح فيها من كل شئ وأحرص على قراءة أذكارك اليومية والصلاة على النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم فبذلك سوف تكون سعيدا مرتاح البال .